مسلسل لعبة السلطة mixa tv:
مقدمة:
في قلب إسطنبول المزدحمة، حيث تختلط أضواء المدينة بظلال الجرائم المخفيّة، عاش الطبيب الشاب مراد حياة هادئة وبسيطة، يكرّس كل وقته لعمله في المستشفى ومساعدة المرضى. وعلى الرغم من أنّه كان يعيش وحيدًا بعد وفاة والديه، إلا أنّ وجود أخته إيلينا كان يعوّض له العالم كله. كانت إيلينا فتاة مرحة، طموحة، تحلم بأن تصبح مهندسة معمارية، ولم يكن يخطر ببال أحد أن حياتها ستنتهي فجأة بشكل غامض.
بداية الأحداث:
في إحدى الليالي، تلقّى مراد اتصالًا صادمًا: تم العثور على جثة إيلينا في شقتها، وتم تسجيل الحادثة على أنها انتحار. اهتزّ عالمه في لحظة. كانت أخته أقوى من أن تقدم على ذلك، وكان يعرفها جيدًا. لم يصدق تقرير الشرطة ولا كلمات الجيران. شيء ما في أعماقه أخبره بأنّ وراء موتها سرًا كبيرًا.
ومع مرور الساعات، بدأ مراد يكتشف تفاصيل صغيرة لا تنسجم مع سيناريو الانتحار. وفي خطوة جريئة، طلب الإذن بإجراء تشريح للجثة بنفسه. وبينما كان يقف أمام جسد أخته المسجّى، لاحظ ما لم ينتبه له أحد: آثار ضرب واختناق، وكدمات تدل على مقاومة شرسة. كان من الواضح أنّ إيلينا لم تنتحر… بل قُتلت.
من تلك اللحظة، تحوّل قلب الدكتور الهادئ إلى قلب يغلي بالغضب. أقسم على كشف الحقيقة والانتقام لها مهما كلّف الأمر.
وخلال بحثه، ظهرت في حياته امرأة غامضة تُدعى ليلى. قدمت نفسها كضحية أخرى للعصابة ذاتها التي قتلت إيلينا. بدت بريئة، منطوية، وتبكي بصدق عندما تحدّثت عن ظلم العصابة لها. لكن الحقيقة أنّها كانت شريكة للعصابة، وإن لم تكن مرتاحة لتصرفاتهم. كانت ليلى ذكية، خبيرة بالخداع، وتعمل لأجل مصلحتها فقط. رأت في مراد فرصة لتنفيذ خططها الخاصة، فافتعلت قصة لتكسب ثقته، وأوهمته بأنها تريد مساعدته في تحقيق العدالة.
بدأت تحرّضه على الانتقام، وتكشف له معلومات دقيقة عن القاتل الذي أنهى حياة أخته. وعندما رأت نار الغضب تشتعل في عينيه، سلّمته سلاحًا، ودفعته للذهاب إلى المكان الذي يتواجد فيه أحد أفراد العصابة.
لكن مراد لم يكن قاتلًا. لم يستطع الضغط على الزناد، رغم كل الألم الذي يحمله في قلبه. ولكن قبل أن يتراجع، ظهر رجلا العصابة وقتلوا الهدف أمام عينيه، ليلصقوا التهمة بمراد. وفي أقل من دقائق، وصلت الشرطة إلى المكان، لتجده واقفًا بجانب الجثة والسلاح في يده. كانت الخطة محكمة… وتمّ الزج به في السجن بتهمة القتل.
داخل السجن، وجد نفسه في عالم آخر: عالم مظلم تحكمه العصابات الداخلية، والرشاوى، والسلطة المخفية. والأسوأ أنّ نفس العصابة التي قتلت أخته كانت تخطط لقتله داخل السجن ليغلقوا الملف نهائيًا.
ولكن القدر لم يكن قاسيًا تمامًا. إذ كان داخل السجن رجل اسمه مسلم، أحد شركاء العصابة سابقًا، لكنه تركهم بعد أن تاب ولجأ إلى طريق الإيمان. كان قويًا وصاحب هيبة بين السجناء. وعندما وصلته أوامر بقتل مراد، رفض. رأى في عيني الطبيب براءة لم يستطع إنكارها، وقرر أن يحميه، حتى لو كلّفه ذلك حياته.
ومع الوقت، أصبح مسلم هو السند الأول لمراد. أخبره بأسرار العصابة، وبالأسماء التي تقف خلف كل عملية. كشف له كيف تعمل الشبكة من الداخل، وكيف أنّ أفرادها منتشرون في كل مكان، من رجال أعمال إلى ضباط شرطة فاسدين. كما أخبره بوجود رجل أخطر من الجميع، رجل يعمل في الظل، يُعرف في عالم الجريمة باسم الحاكم. لم يكن مجرد زعيم عصابة، بل شخصية ذات نفوذ داخل الدولة، يتحكم بخيوط اللعبة كلّها.
وفي حين كان مراد يتعلم كيف يعيش داخل السجن وكيف يحمي نفسه، كانت ليلى خارج السجن تتابع الأحداث من بعيد. لم تكن تتوقع أن يدخل السجن، لكن الأمر كان يخدم خططها. فقد كانت تسعى للإطاحة بالعصابة من الداخل لتصعد هي إلى مركز أقوى. لكنها لم تكن تتوقع شيئًا واحدًا… أن تبدأ مشاعر غريبة تجاه مراد. رغم قسوتها، شعرت بالذنب لأنها دفعته إلى هذا المصير.
الخاتمة:
ومع مرور الأيام، بدأ مراد ومسلم يخططان للهروب من السجن أو لكشف الحقيقة من الداخل. كان الهدف ليس فقط إثبات براءته بل فضح العصابة والحاكم. لكن الطريق كان طويلًا وخطرًا، وكل خطوة تحمل احتمال الموت.
خارج السجن، كان الصراع على النفوذ يزداد بين العصابة ورجل الدولة القوي. وكل طرف كان يسعى للسيطرة على أسرار خطيرة يمكن أن تهز إسطنبول بأكملها. ومع دخول مراد في هذه الدوامة، وجد نفسه جزءًا من لعبة أكبر بكثير من مجرد انتقام شخصي.
لكن شيئًا واحدًا كان واضحًا: الطبيب الهادئ أصبح الآن مقاتلًا، وصوته الذي كان يستخدمه لطمأنة المرضى، أصبح اليوم سلاحًا لكشف الحقيقة… والعدالة بدأت تقترب، ببطء، لكنها قادمة مهما حاول الظلام أن يمنعها.
