مسلسل صمت المطر mixa tv:
في أحد الأحياء البسيطة بإسطنبول، بين أصوات الميناء ورائحة المعدن المصهور، تعيش فتاة شابة تُدعى **نيهير**. فتاة بسيطة، شجاعة، تعمل في ورشة لبناء السفن، مهنة يُنظر إليها على أنها حكر على الرجال، لكنها أتقنتها كأنها خُلقت من نار الحديد. لا تعرف شيئًا عن والديها الحقيقيين، فقد نشأت في كنف امرأة كبيرة تبنّتها وربّتها على الصدق والكرامة. ورغم صعوبة الحياة، كانت نيهير دوماً تبتسم كأن في قلبها ربيعًا دائمًا.
لكن خلف هذه الابتسامة، كان هناك جرحٌ غائر: سؤال الهوية. من أنا؟ ولماذا تُركت؟ ولماذا أشعر أني أنتمي إلى شيء آخر… مكان آخر؟
البداية: امرأة فقدت ابنتها
في الضفة الأخرى من المدينة، تعيش **آسو**، امرأة ثرية وقوية، تبدو واثقة وحازمة، لكنها تحمل في قلبها ذكرى تُنهكها: فقدان ابنتها الرضيعة منذ سنوات طويلة في حادث غامض. كانت تعتقد أنها ماتت. وعاشت سنواتها تتأرجح بين الألم والجمود، حتى اختفت روحها خلف أقنعة القوة.
زوجها **سِنجر**، صاحب ورشة السفن، هو رجل عملي وبارد، يخفي وراء علاقاته التجارية شبكة من المصالح والمراوغات. الرجل الذي بنى مجده على الصمت، وعلى تحطيم كل من يقف في طريقه.
جاري تكملة الحلقات...
الحلقة 14... قريبا
الحلقة 15... قريبا
الحلقة 16... قريبا
الحلقة 17... قريبا
الحلقة 18... قريبا
الحلقة 19... قريبا
الحلقة 20... قريبا
الحلقة 21... قريبا
الحلقة 22 والأخيرة... قريبا
تقاطع الطرق:
بمحض المصادفة – أو ربما بتدبير القدر – تتقدم نيهير للعمل في ورشة سِنجر. تبدأ من أسفل السلم، وتتحدى نظرات الازدراء، وتثبت يومًا بعد يوم أنها ليست مجرد عاملة، بل صاحبة موهبة وفكر. شيئًا فشيئًا، تبدأ آسو بملاحظتها، وتشعر بانجذاب غريب نحوها... شيء فيها يبدو مألوفًا جدًا، مؤلمًا جدًا.
أما كبير الخدم **جليل**، الرجل الذي خدم عائلة سِنجر لعقود، فهو الوحيد الذي يعرف الحقيقة كاملة: **نيهير هي ابنة آسو**، لكنها خُبئت منذ سنين بعد حادثة خطيرة كادت تودي بحياتها. وهو من ساعد في إخفاءها خوفًا من بطش سِنجر، الذي لم يكن يريد لهذه الطفلة أن تفسد خططه في السيطرة على الورشة والإرث العائلي.
الحب الممنوع:
وسط هذه التوترات، تنشأ علاقة حب بين نيهير و**ألبر**، ابن جليل. شاب طيب القلب، يعمل بجهد، لكنه يعيش في ظل والده الذي يطالبه دوماً بالصمت والانضباط. تقع نيهير في حب ألبر، وتعيش معه لحظات من الأمل الصافي. لكن جليل، المُثقل بالأسرار، يقف ضد هذه العلاقة، ليس كرهًا، بل حماية. فهو يعلم أن حبهما قد يتحول إلى مأساة إذا ما كُشف المستور.
ألبر بدوره يبدأ بالتمرد على والده، ويقرر الوقوف إلى جانب نيهير، مهما كان الثمن. ويشرع في البحث عن ماضيها، ليكشف طبقات من الأكاذيب والحقائق المدفونة.
انكشاف السر:
بينما تحاول آسو الاقتراب من نيهير، تبدأ القطع بالتجمع: صورة قديمة، وشامة صغيرة على كتف نيهير، وحديث غير مكتمل سمعته آسو من جليل… كل شيء يوصلها لحقيقة واحدة صادمة: هذه الفتاة هي ابنتها التي فقدتها منذ سنوات!
الفرحة تصدمها كما يفعل الحزن. تريد استعادة نيهير، لكن الأخيرة ترفض في البداية، تشعر بالخيانة والارتباك. كيف لأحد أن يُخفي عنها حقيقتها؟ وكيف لأم أن تتخلى عن ابنتها؟
لكن حين تعرف نيهير قصة آسو، وتدرك أنها لم تتخلَ عنها طوعًا، تبدأ العلاقة بينهما تنمو من جديد ببطء، وبألم، ولكن بصدق.
سِنجر، الذي يشعر بأن الأرض تهتز تحت قدميه، يرفض الاعتراف بنيهير. لأنها تهدد كل ما بناه. وتبدأ حرب خفية بينه وبين آسو التي تريد أن تعيد حق ابنتها، وبين نيهير التي تُطالب بحقوقها في الورشة، في الاسم، وفي الاعتراف.
سِنجر يُحاول تدميرها معنويًا، وحتى مهنيًا، ويستخدم نفوذه لحرمانها من كل شيء، لكن نيهير لم تعد الفتاة التي تخشى المواجهة.
النهاية الرمزية:
في النهاية، تقف نيهير وسط الورشة التي أصبحت فيها قائدة فريق التصميم، بعد أن فازت بمسابقة كبرى بين كبرى شركات بناء السفن. تثبت أنها لم تكن ابنة الدم فقط، بل ابنة الحديد والصبر والكفاح.
تُعانق آسو وتغفر لها، وتفتح قلبها لألبر، وتبدأ ببناء حياتها الجديدة، لا كامرأة تبحث عن هويتها، بل كامرأة عرفت من تكون، وقررت أن تصنع مصيرها بيدها.
وفي مشهد أخير يشبه القصيدة، تمشي نيهير على شاطئ إسطنبول الربيعي، البحر أمامها، الرياح خلفها، والمستقبل مفتوح.