recent
أخبار ساخنة

فيلم وعد الحرب

 فيلم وعد الحرب mixa tv: 


مقدمة: 

في عامٍ مضطرب من خمسينيات القرن الماضي، حين اندلعت شرارة الحرب بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، اهتزّ العالم على وقع الأخبار الدامية، وامتزجت الأرض بصرخات اليتامى ودماء الجنود. حينها، دعت كوريا الجنوبية حلفاءها للنجدة، وكانت تركيا من أوائل الدول التي استجابت للنداء.

القصة: 

من بين الجنود الأتراك الذين تطوعوا للقتال، كان هناك شاب يدعى "سليمان"، شجاع القلب، صادق النظرة، وذو ملامح يغمرها الحنين. ترك خلفه وطنه، والدته التي تقف كل صباح أمام الباب تودّعه بالدعاء، وحبيبته التي كتبت له رسالة وداع أخيرة قالت فيها: "سأنتظرك كما ينتظر البحر زواره."

وصل سليمان إلى كوريا الجنوبية وهو يجهل لغتها، أرضها، وناسها، لكنه كان يحمل في قلبه شيئًا واحدًا: الإخلاص. وبينما كان يقاتل في إحدى الجبهات القاسية، حدث ما لم يكن بالحسبان. وبين أنقاض المنازل المهدمة، وفي ظل غبار الانفجارات، لمح فتاة صغيرة تقف وحدها، تحدق في لا شيء. كانت ترتجف، ملابسها ممزقة، وعيناها تبحثان عن أمل ضائع.

                         أو على الرابط الثاني هنا 

اقترب سليمان منها ببطء، مدّ يده نحوها، لكنها لم تهرب. كانت كأنها تعرفه، أو على الأقل كانت تتشبث بأي شعور بالحماية. سأل من حوله عنها، فقيل له إن والديها قُتلا أثناء القصف، ولم يبقَ لها أحد. نظر إليها، فشعر بشيء في صدره يتحرك... إحساس لم يعرفه من قبل. قرر أن يأخذها معه، يحميها، يطعمها، ويمنحها الطمأنينة التي حرمت منها.

أطلق عليها اسم "آيلة"، لأنه كان يعني "هالة القمر" في التركية، وبدت له ككائن ضائع في الظلام. ومنذ ذلك اليوم، لم تفارقه. تعلّمت منه التركية شيئًا فشيئًا، وبدأت تناديه "بابا سليمان". لم تكن ابنته، لكنها أصبحت كذلك. كانت طفلة في عمر الزهور، لكنه رأى فيها وطنًا صغيرًا وسط الغربة والدمار.

مرت الأيام، وتوالت المعارك، وكان سليمان كلما عاد من خط النار، وجد آيلة بانتظاره، تجري نحوه وتحتضنه بشدة، كأنها تعيد ربط قلبه بالحياة. لكنها كانت تكبر، تنضج، وتزداد تعلقًا به. وفي الوقت الذي جاء فيه أمر الانسحاب والعودة إلى تركيا، أصيب سليمان بالحزن أكثر من الفرح.

أخبر آيلة بأنه سيعود، لكنه وعدها وعدًا صادقًا: "حين تنتهي هذه الحرب، سأعود إليك، أقسم." بكت كثيرًا، وتمسكت بثيابه، لكنه كان مضطرًا للرحيل. وفي محاولة طفولية مؤثرة، اختبأت في حقيبته الكبيرة، ظنًا منها أن هذا سيمنع الفراق. لكنها كُشفت، وعادت باكية، تنظر إليه من بعيد وهو يغادر.

عادت الحياة إلى مجراها في تركيا، وعاد سليمان إلى أهله، لكن قلبه ظل هناك... مع الطفلة التي علّمته كيف يحب من دون كلمات. مرّت السنوات، ثم العقود، وتقدّم العمر به. تزوج، لكنه لم يُرزق بأطفال. عمل، وكرّس حياته في الصمت، يحمل في قلبه صورة آيلة الصغيرة، يحدّثها كل مساء كأنها لا تزال تسمعه.

في أحد الأيام، وقد تجاوز السبعين من عمره، جلس سليمان في بيته القديم، وأخرج صورة باهتة لآيلة من بين أوراقه. شعر أن الوقت قد حان ليفي بوعده. فتوجه إلى الصحافة، وقال بصوت مرتجف: "أبحث عن فتاة كورية اسمها آيلة... وعدتها أن أعود."

الخاتمة: 

انتشرت القصة كالنار، وتفاعل معها الناس من كل أنحاء العالم. وبعد بحث طويل، جاءه اتصال. في الطرف الآخر، كانت هناك امرأة في منتصف العمر تبكي، وتقول بالتركية بصوت مرتجف: "بابا سليمان؟"

التقيا بعد أكثر من خمسين عامًا من الفراق. كانت اللحظة أكبر من أن توصف. احتضنها كما يحتضن القلب مَن فقده طويلًا. بكت كما لم تبكِ من قبل، وهو كذلك. لم تعد تلك الطفلة، لكنه عرفها من النظرة الأولى.

قالت له: "لم أنم ليلة منذ رحلت دون أن أتذكرك."

فأجابها: "كنتِ ابنتي في القلب، حتى حين لم أكن أبكِ لكَ أباً."

google-playkhamsatmostaqltradent